رسائل فلسفيّة إلى الضعفاء.

نقد القوة

    هل يمكن للضعفاء أن ينتصروا في معارك الحياة؟
    استجابة لمشاعر الضّعف الإنساني أمام متطلّبات الحياة المعاصرة، وأمام انعدام اليقين في مآل المستقبل، صدرت في السنوات القليلة الماضيّة عشرات الكتب التي تحمل عناوين: "كن قويّا"، "كوني قويّة"، "كيف تكون إنسانًا قويًّا؟"، "كيف تبني شخصيّة قويّة؟"، "كن قويًّا بالإيمان"، إلخ...
    لكن...
    بصرف النظر عن تلك الكتب، وعمّا يقوله الأطباء والمحلّلون النفسانيون، وخبراء التنمية البشرية، والواعظون... فإنّ الفلسفة، بمعناها العميق والأصيل، تقول شيئًا آخر:
    لا تحاول أن تكون قويًا، لا تحاول أن تظهر بمظهر القوّة، لا تحاول أن تتحكّم في كل الأمور المحيطة بك... فالحياة لا تقوم على القوة بل على الأسلوب، وعلى التكيّف، وعلى المرونة.
    القوّة منزع ذكوريّ، وإيديولوجيّ، إنه وهمٌ بدائيٌّ، لا يزال كامنًا في لا وعي الإنسان من حياته البدائية، يظهر جليًا في معارك السلطة والحظوة والشهرة والدين، إلّا أنه وهمٌ يُضيّع متعة الأسلوب والتفاصيل، ويُدمّر جودة الحياة. إنه ينهك روحك، يستنزف جسدك ويُسبب الشقاء للكثيرين.
    هذا الكتاب الذي يحمل رسائل إلى الذين يعتبرون أنفسهم المعذبين في الأرض... وغير المحظوظين... والضعفاء... هو محاولة لبرهنة أن ليس في الضعف أي مشكلة؛ بل المشكلة في اعتبار أن الضعف هو المشكلة. وهو أيضًا دليلك لأجل أن تتصالح مع ضعفك، وأن تستثمر الطاقة الكامنة والهائلة في كل نقاط ضعفك إذا كنت لا تريد أن تخسر معارك حياتك.



اطلب الكتاب

عن المؤلف سعيد ناشيد

سعيد ناشيد هو باحث وكاتب ومغربي مهتم بقضايا التجديد الديني، أشهر أعماله:
التداوي بال...

كتب من سعيد ناشيد

اشترك في النشرة البريدية