الفيلسوف المسيحي والمرأة (المرأة في الفلسفة 3)

    موضع بالغ الأهمية في مسيرة التنوير ، لأنه يلقى الأضواء على مسيرة المرأة في مجتمعنا العربي ، ويبين السبب في وصفها "بالرنة المعطلة " أو ذلك الجنس الآخر الذي يختلف عن جنس الرجال والواقع أن الصورة السيئة عن المرأة المنتشرة بيننا هي التي رسمها الفلاسفة ، وهم يعبرون بذلك عن التراث السائد في مجتمعاتهم.
    مصداقا لقول هيجل : ان كلا منا هو ابن عصره وربيب زمانه ... وأن الفلسفة هي ملخصا في الفكر ... فأفلاطون ، وأرسطو ، وغيرهما من فلاسفة اليونان لخصوا في أفكار نظرية مجردة كراهية المرأة ووضعها المتدني الذي ساد التراث اليوناني.
    وكذلك فعل فلاسفة المسيحية : كلمنت السكندري ، وترتليان ، وأريجين ، والقديس أوغسطين ، والقديس توما الاكويني ... الخ ، مع اضافة مسحة من القداسة الدينية على أفكار اليونان ، وقل الشيء نفسه في تراثنا العربي الذي نقل الفكر اليوناني وتأثر به تأثرا قويا.
    ولم تبدأ هذه الصورة السيئة في التحسن الا عندما تغيرت ظروف المجتمع الحديث السياسية والاقتصادية ، فظهر فلاسفة من أمثال : مونتسيكو وجون ستيوارت بل وغيرهما ، ودعوا الى تحرير المرأة ، وضعف العقل عندها وتغلب العاطفة والانفعال ، ونقص الذكاء ، وعدم قدرتها على القيادة والادارة ، والحكم ، ووجوب خضوعها الكامل للرجل ... ؟
    هذه كلها أفكار أرسطو لكننا أصبحنا نرددها على أنها أفكار مقدسة لا يأتيها الباطل.



اطلب الكتاب

عن المؤلف إمام عبد الفتاح إمام

أكاديمي و مترجم مصري متخصص في الفلسفة والعلوم الإنسانية، درس بجامعة عين شمس وعمل في العديد من الجامعات المصرية والعربية وله مؤلفات وترجمات غزيرة متفاوتة الجودة و الدقة. هو أبرز تلاميذ أستاذ الفلسفة...

كتب من إمام عبد الفتاح إمام

اشترك في النشرة البريدية