المرآة و القطار
تأليف
عبد القادر الجنابي
ترجمة
صياح الجهيم
هذه الرواية القصيرة التي تعتمد نثرا تحليليا، بوليسي الإطار، كتبت بحثا عما هو موجود في «السرد» ذاته من غرضية ليست مقصودة، تجعله سردا لا يُعالِج واقعا... بل يتنفّس عالَما، لا يُصارع أحدا... بل يتَّفَسّح في فضائه ذاته... ولا يبكي ميتا، بل يعزّي الوجود! فالبطل يصارع على جبهتين: جبهة الواقع وجبهة الخيال؛ يتأرجح بين صور الماضي وأخيلة نافذة القطار المعطاة، فيُصبح الانعكاسُ سكّةَ ما يؤول إليه، وقضبانا تنحبسُ وراءها الذات...
«فكّرتُ أنْ أقوم بمحاولة، مشكوك سلفاً بفائدتها، ومع ذلك فلأحاول... طفقت أبحث عن حجر، أو عصا، أو حديدة... عن أي شيء ثقيل أكسر به زجاج تلك النافذة علّ أحدا يسمع الجَلَبة ويأتي... رأيت قطعة حديد غليظة على مبعدة متر واحد تقريبا.. شددت جسدي ما أمكنني، محاولا الإمساك بها بواسطة الحزام... وبعد لأْيٍ، تمكنت من تقريبها ومسكها، كانت فعلا جد ثقيلة، ورميتها بكلّ ما تبقّى لي من قوّة على زجاج نافذة... ومن ثم أخذتُ أصرخ النجدة... النجدة...».
ما ليس شعريا في نظرهم
تأليف
وليم كارلوس ويليامز
ترجمة
عبد القادر الجنابي
ما ليسَ شِعريًّا في نَظرهِم
يُعتبَر وليام كارلوس وليامز (1883 - 1963)، في نظر كلّ النّقاد، أعظمَ شاعرٍ أصيل أنتجته أميركا في القرن العشرين. فهو لم يُغيّر الشّعر الأميركي فحسب بل غيّر حتّى طريقة التناول النقدي لهذا الشّعر. يقف وليامز على رأس الحداثة الأميركية مع باوند وجيرترود شتاين. لكنه تفوّق عليهما وعلى اليوت بالذات، بتركيزه على الواقع المحلي، مبيّناً كونيّة هذا الواقع وثراءه الشعري ما إن تتوسّع نظرتُنا إليه. كما أنّه أحدث انزياحاً في الشّعر نحو الاعتماد على الصور والأشياء الملموسة بدلًا من جعلِه وعاءَ استغلالِ الانفعال والمزاج والإسقاط الذاتي.
لا يرى وليامز فرقاً بين مهنته كطبيبِ توليد وكونه شاعراً: فهو كما يُخرج الطفل من رحم أُمّهِ، يستولد القصيدةَ من رحم الواقع اليومي، وينقل إلينا كلّ ما يتراءى له عبر الأشجار، الشّوارع، المواسم، النّفايات، الفقراء والمُرضى، من شعرٍ طليقٍ، بكلامٍ أميركي حيّ مُتخلّص من لغة شكسبير، لغة العالم القديم! فالشاعر، في نظر وليامز، هو ابنُ يومِه. ويومُه هذا له شبكته الكلاميّة... ينبغي للشاعر أنْ يعمل بها على اصطياد الحقيقة ووضعها في القفص.
هذه أوّل انطولوجيا بالعربية تضم ما يقارب 160 قصيدة له. لم تُعَدّ لقارئ عاطفي منكودٍ يبحث عن مجازات شعرية تستقطر مآقيه، أو صورٍ فانتازية تبهره بتصوير عوالم غير موجودة. وإنما أُعِدَّت لكي يدرك القارئ أنّ الحداثة التي يجب أن تشكّل رؤية شاملة، تكمنُ حواليه؛ وأنَّ الشّاعرَ الحقيقي، كوليامز، «يعرفُ كيفَ يكونَ مرآةَ هذه الحداثة».
كتابة على هواء طليق
تأليف
عبد القادر الجنابي
هذه أنطولوجيا لكتابات رقمية نُشرت في «إيلاف» - أول يومية عربية الكترونية - ما بين 2002 و2007؛ رقمية بمعنى أنّ كتّابها أدركوا، عملياً، أنّ ثمّة قطيعة بين ما كانوا يكتبونه في وسائل الإعلام الورقي وبين ما يكتبونه في فضاء جديد أكثر حرية؛ فضاء «إيلاف» حيث لا رقابة، لا إملاء ولا هم يحزنون... وإنما قرّاء لا عدَ لهم، متأهّبون، لحظةَ النشر، للدحض والتفكيك؛ بقراءة تفاعلية... لذا جاءت مقالاتهم، إجاباتهم، وتحليلاتهم، فردانيةً، فوريّةً، في أحيان كثيرة دقيقةَ التشخيص، لا تلفّ ولا تدور، تجعل من الحدث الراهن موئلا لأفكار تبقى سارية المفعول، بحيث باتت قراءة أغلب الكتّاب الصحافيين لإيلاف، على حد عبارة هيغل، «أشبه بصلاة الصبح» اللازمة، قبل ان يبدأوا بكتابة أعمدتهم! كتابات رقمية تعود إلى مَثابتها الورقية كوثيقة بيد القارىء، داعيةً إياه، مرّةً أخرى، إلى التأمّل والتفكير!
ديوان إلى الأبد\أنطولوجيا شعر النثر
تأليف
عبد القادر الجنابي
قصيدة النثر هي عملٌ فنّي، وكأيّ عملٍ فنّي آخر، فهي ذات قابلية لتوليد انفعال خاص يختلف تماماً عن الانفعال الحسّي أو الانفعال العاطفي. ولتحقيق هذه الغاية، على قصيدة النثر أنْ تكون قصيرةً ومكثّفةً، خاليةً من الاستطرادات والتطويل والقصّ المُفصّل وتقديم البراهين والمواعظ. عليها أنْ تكون قائمةً بذاتها، مستقلةً بشكلها ومبناها، لا تستمد وجودها إلا من ذاتها، مُبعَدة ومنفصلة تماماً عن المؤلّف الذي كتبها
هذا الكتاب ليس دراسة في قصيدة النثر ولا مقارنة بين قصيدة النثر الأوروبية وقصيدة النثر العربية. إنه بكل بساطة أنطولوجيا شعرية تضم ما يقارب 420 قصيدة نثر نموذجية لـ 117 شاعراً، قمنا بترجمتها من اللغات الأصلية، لمتعة القارئ أوّلاً، وثانياً ليتعرف إلى شكل قصيدة النثر كما تمَّ انتاجها في هذه اللّغات. ولكي تأخذ عبارة "أنطولوجيا عالمية" مداها الصحيح، وجدنا أنفسنا مضطرين إلى ضم بعض النماذج العربية المتطابقة والمفهوم الأوروبي لقصيدة النثر