وليم العوطة

ماذا لو استخدمنا أحلامنا، ليس فقط من أجل ما نحمله من ضغوط الماضي، وإنما من أجل أن نفتح طرقًا جديدة للمستقبل؟
في هذا المسار يأخذنا توبي ناتان، عالم النفس الشهير في فرنسا، وراوي القصص العبقري في كتابه "أسرار أحلامكم" فيقدم لنا طريقة للولوج إلى أحلامنا وطرق تفسيرها.
"لقد اعتدت اعتبار الأحلام بمثابة دليل، وأن أبيّن لأكبر عدد ممكن من الناس كيف يمكنهم أن يمسكوا بالنصيحة الآتية من الظلام".
الأحلام هي مادة هذا الكتاب. من خلال 35 حلمًا يتم سردها ووصفها وفك رموزها لإيجاد الأجزاء التي تحملها من حياة الحالمين، سيُظهر المؤلف، بمساعدة الحالم، كيف يمكن أن نرتقي من القصة إلى الأفكار، ومن الأفكار إلى النصائح العملية التي تجعل للحلم مكانة في الحياة.
"لن نجد في هذا الكتاب قاموسًا للرموز ولا معنى لا لبس فيه، وأنا لا أعرف ما هو الحلم "النموذجي"، بل سنجد طريقة وشحذ للعقل لفهم عمل الحلم. بعد قراءة الكتاب، سوف يخرج القارئ أكثر دراية وإلفة مع الأحلام وأكثر فضولًا بشأن أحلامه وأكثر انفتاحًا على الإمكانيات العديدة التي يقدمها لنا الوجود".
توبي ناتان، المهتم بالتحليل النفسي وبالروابط بين علم النفس المرَضي والممارسات السريرية والبيئة الاجتماعية، يحاول في هذا الكتاب أن ينفض الغبار عن هذا النوع من الأدب الذي انبنى على الرمزية وعلى نهج التحليل النفسي، ويشجعنا على تبنّي النصائح والتفكير بها لنبتكر مسارات جديدة للفكر، وأيضًا مسارات للقاء بين الحلم والواقع.

«ما زلت أحبك، لكن الاستمرار بات صعبًا والأفضل لكلينا أن نفترق»

في أحد الأيام نلاحظ، بحزن عميق، أن الحب لم يعد موجودًا... لقد جرّبنا كل شيء.. ولكننا نعلم أن الانفصال بات أمرًا محتومًا.
وسواء قررنا نحن الرحيل أم تُركنا، نجد أنفسنا في مواجهة الحاجة إلى الحداد على علاقة حبّ تحطمت، وعلينا بناء الذات والمضي قدُمًا.

بحساسية وعمق الطبيب والمعالج النفسي، يسلط المؤلف الضوء على الألم الشديد الناتج عن الانفصال، ويرافق الثنائي الذي جمعه الحب والكثير من تفاصيل الحياة المشتركة في رحلة الحداد والتمزّق الأسري وصولًا إلى التعافي.

في عالم تزداد فيه نسبة الطلاق، يأتي هذا «العمل الإيجابي حقًا» ليعلمنا كيف يمكن لمِحنة كهذه أن تعطينا دروسًا في فهم الذات لمواجهة احتراق الانفصال والانكسار. كما يشكّل دليلًا للتعامل مع التفكّك الذي يصيب الأسرة ومع الأطفال المشتَّتين بين أب وأم قررا أخيرًا الطلاق.

ماذا حلّ بوعود الماضي عندما اعتقدنا بأنّ الحبّ كان ملِكًا متوَّجًا؟
لماذا، بعد هذه السنين كلّها من ‏المشاركة ينكسرالحبّ وينطفئ؟
لماذا تنتهي الحميمية إلى كثيرٍ من الكراهية، والضغينة، أو اللامبالاة؟
كيف سنتصرف مع الأطفال الذين فقدوا الشعور بالأمان؟

«يحاول هذا الكتاب الإجابة عن هذه التساؤلات. كتبتُه مستخدمًا عبارات الأشخاص الّذين قابلتهم في ‏مكتبي، والذين، مثلكم، مرّوا أو كانوا يمرّون بتلك الفترة الفوضوية من وجودهم».