يوسف الإنجليزي
تأليف
ربيع جابر
في معركة عين دارة أصيب نور الدين ابراهيم خاطر جابر بطعنة في عنقه. لم تقتله الطعنة. تدحرج مع رجل على أشواك منحدر، ثم خنقه بيديه العاريتين. كان الدم ينوفر من رقبته. حاول إغلاق الثقب بيده، لم يقدر. مزق قطعة من ثيابه ولف عنقه. كي يوقف النزيف كان عليه ان يخنق نفسه. في شمس أيار، وسط الضجيج والصراخ، استطاع أن يبلغ نبع ماء. انحنى على بركة راكدة كي يغسل جرحه. رأى وجهه مغطى بالدم، متقلص العضلات، يشبه وجها غريبا، وجها رآه - يراه - اليوم لأول مرة: وجه ذلك الرجل الذي خنقه للتو.
كنت أميراً
تأليف
ربيع جابر
يكتب ربيع جابر في "كنت أميراً" رواية من روايات، رواية ثقافية مبنية من إعادة صياغة قصة للأطفال ممزوجة مع كتاب علوم أحياء عن الضفادع.
إن الرواية العالمية بالنسبة لجابر مدرسة كبيرة، ولا شك أن نفسه تحدّثه دائماً بأن يباريها، وأن يتنكّب وعورها وأن يجاري كبارها، فليست تجارب ربيع جابر الروائية والأنماط التي مارسها منها بعيدة عنها.
عباس بيضون
سألته بكلمات هادئة: ولماذا أكذب عليك؟
أجابها: الطبيعة البشرية. الانسان كاذب غدّار كالضبع، لزج وحقير كالضفدع.
قالت: إذن أنت لا تؤمن بالانسان، ولا تثق به... من الآن حتى تعود إليك روح الانسان، حتى يحبّك انسان، كن هذا المخلوق الذي تحتقر.
من الرواية
اطلب الكتاب
طيور الهوليداي إن
تأليف
ربيع جابر
مفقود: غادر كارلوس ميشال حبيب منزله في بناية أيوب في الأشرفية يوم الجمعة الماضي ولم يعد. عمره 22 سنة، يرتدي كنزة صفراء وقميصاً أصفر وبنطلوناً لون كريم. يرجى ممن يعرف عنه شيئاً الاتصال بالرقم 320496 أو 324773
مفقودتان: غادرت السيدة يوتا الحوارنة (30 عاماً) ومعها ابنتها عليا (عامان) منزلهما يوم الخميس الماضي ولم تعودا. يرجى ممن يعلم عنهما شيئاً الاتصال بأحد الرقمين 310050 أو 301574
مفقودة: غادرت الشابة لينا نسيب طانيوس منزلها في بدارو يوم الثلاثاء الماضي ولم تعد. عمرها 19 عاماً، ترتدي فستاناً أزرق وكنزة بيضاء. الرجاء ممن يعرف عنها شيئاً الاتصال على الرقم 495371 وله مكافأة.
دروز بلغراد – حكاية حنا يعقوب
تأليف
ربيع جابر
تحكي الرواية قصة حنا يعقوب، وهو رجل مسيحي من بيروت، مهنته بيع البيض، كان يتواجد صدفتا على أرصفة المرفأ عندما أُقتيد مجموعة من المتقاتلين الدروز، نتيجة للحرب الأهلية في جبل لبنان بينهم وبين الموارنة والتي اندلعت سنة 1860، فاصدر الفرمان العثماني قرار بترحيل 550 درزياً إلى سجون المملكة في بلاد البلغار، عقاباً لهم على اعتدائهم على المسيحيين الموارنة. وتم شمل حنا يعقوب معهم، حيث تم نفيه واقتياده بالبحر إلى قلعة بلغراد عند تخوم الإمبراطورية العثمانية، بدلا من شخص آخر أطلق سراحه بعدما دفع والده رشوة للضابط العثماني. وتدور الرواية حول معاناة حنا وبقية السجناء على امتداد 12 سنة من السجن في بلغراد وغيرها من بلاد البلقان.
أعقب هذه الرحلة الكثير من المعاناة. منهم من قضى نحبه في قلعة بلغراد وآخرين في الصِّرب والجبل الأسود وبريشتنيا، وبسبب الطبيعة القاسية. ومع هذا فإن سجن وحَّد المتنافرين، فهؤلاء الذين كانوا يقاتلون فيما بينهم، ما أن وضعوا في مكان واحد حتى تآلفوا، وهو جوهر الحادثة التاريخية.
وفي الوطن، تحكي الرواية عن زوجة حنا يعقوب 'هيلانة قسطنطين' وابنتهما بربارة، وكيف أثر غياب الزوج منذ خرج في الصباح بسلة البيض دون أن يعود على مدار اثني عشر عاماً، وكيف جاهدت الزوجة، وقاومت كل المنغصات على أمل واحد هو أن يعود الزوج.
بيريتوس: مدينة تحت الارض
تأليف
ربيع جابر
الليل يغمر بيروت المشتعلة بالكهرباء. نحن على سطح "فيرجين" العالي، وجوزف سماحة يقطع شطيرة البيتزا بالشوكة والسكين، ويسأل وليد نويهض عن الأحوال في البحرين. وليد يقول شيئاً عن الحرارة الشديدة والرطوبة العالية. وشخص آخر - نسيتُ اسمه - يقول إن أهل الخليج كلهم في بيروت الآن، انظروا هذه الزحمة، مليون ونصف المليون أتوا فقط في هذين الشهرين، متى كانت بيروت مزدهرة بالسياحة هكذا، عليكم ان تشكروا ابن لادن، لولا سقوط البرجين في نيويورك ما ازدهرت بيروت في هذا الصيف!
بيروت مدينة العالم 1/3
تأليف
ربيع جابر
لعل ربيع جابر خلق شخصية عبد الجواد أحمد البارودي من العدم لينسج حولها ما نسج من تاريخ لبيروت في عصره وعصر أولاده وأحفاده.
أو لعله خلقها من نواة تاريخية...
المهم أنه نفخ في هذه المادة الأولية من الروح ما يكفي ليجعل منها شخصية روائية خالدة.
شخصية حيّة متحركة تتجلّى فيها صورة الرجولة الشرقية التقليدية... بقوّتها وضعفها، بخشونتها ورقّتها، وبإنسانيتها وأريحيتها غير المحدودة...
كمال الصليبي - بيروت والزمن
ربيع جابر يجتاز خياله حدود الزمان وحدود المكان منطلقاً إلى ذلك الزمن البعيد الذي سبق نشوب الحرب العالمية الأولى وقدوم جمال باشا إلى بيروت، انطلق إلى حارة البارودي، ليروي قصتها وقصة الرجل صاحب الذراع الواحد الذي بنى البيت الصغير الأول لهذه العائلة، في المكان الذي عرف لاحقاً بحارة البارودي ففي ذلك الشتاء البعيد جاء الجد الأكبر لعائلة البارودي إلى بيروت بين 1820 و1822، جاء عبد الجواد أحمد البارودي صاحب الذراع الواحدة، جاء إليها هارباً من الشام. يسحب ربيع جابر القارئ إلى عالم الأسلاف إلى آثارهم، إلى مبانيهم التي رمت عليها الحداثة ثوباً جديداً، كما يسحب ربيع جابر نفسه يسحب أيضاً القارئ معه إلى ذلك كله في محاولة لإيقاظ الزمن النائم في الحجارة لإخضاعه لعملية مساءلة عما كان في ذلك الزمن. وهل ما جرى ما هو إلى مقدمات لما هو آت. ومع شخصية عبد الجواد أحمد البارودي المرسومة بدقة ينتقل الكاتب وبخفة إلى ذلك الزمن البعيد إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى، مسترسلاً من خلالها في التأريخ لبيروت تلك الفترة. ومندمجاً مع شخصيته إلى حدّ التماهي. مقنعاً القارئ بأنه كان أحد شهود أحداث تلك الرواية بكل خيالاتها. وربما ببعض واقعها.
اطلب الكتاب
أميركا
تأليف
ربيع جابر
صلبت على وجهها الشاحب البياض وهي ترى السيدة الحجرية تمد الشعلة الحجرية صوبها وتخرج من الضباب الذي يغطي البحر. سمعت صوتاً يقول هذا تمثال الحرية، وهناك وراء الضباب الغريب، هل ترون البنايات ناطحات السحاب، هذه مدينة نيويورك، انظروا البيوت العالية!
تسافر مرتا حداد، شابة فقيرة وجميلة، من جبل لبنان إلى نيويورك في سنة 1913 بحثاً عن زوجها.
بعد ذلك بسنوات طويلة، نراها في باسادينا-كاليفورنيا، ثرية ومحاطة بأبناء وبنات وأحفاد.
عبر شخصيات وحكايات، تأخذنا الرواية إلى أميركا، إلى "الجبهة العربية"، وإلى سيبيريا.
الحرب الكبرى، ثم وباء الإنفلونزا المنسي، ثم سنوات طيبة ذهبية، ثم الأزمة الاقتصادية العالمية (1929)، ثم سنوات أخرى طيبة، ثم حرب عالمية ثانية...
تحيا مرتا عبر هذا كله.
اطلب الكتاب
المبرومة – مختصر طيور الهوليداي إن
تأليف
ربيع جابر
مفقودتان: غادرت السيدة يوتا الحوارنة (30 عاماً) ومعها ابنتها عليا (عامان) منزلهما يوم الخميس الماضي ولم تعودا. يرجى ممن يعلم عنهما شيئاً الاتصال بأحد الرقمين 310050 أو 301574.
مفقودة: غادرت الشابة لينا نسيب طانيوس منزلها في بدارو يوم الثلثاء الماضي ولم تعد. عمرها 19 عاماً، ترتدي فستاناً أزرق وكنزة بيضاء. الرجاء ممن يعرف عنها شيئاً الاتصال بالرقم 495371 وله مكافأة.
يتابع ربيع جابر مشروعاً كتابياً بدأه منذ عشرين عاماً، مبرهناً أنه مؤرخ بين الروائيين وروائي بين المؤرخين. أراد في خياره الأول أن يكون ذاكرة لبنانية، وتأمل في خياره الثاني عوالم الإنسان المتعارضة وفساد الأزمنة. دخل إلى موضوعه الأثير في روايته «الفراشة الزرقاء» سارداً أشياء من سيرة جبل لبنان ومن سيرة امرأة يزحف إليها الموت وتظل جميلة، واستكمل موضوعه بتسع روايات لاحقة آخرها «دروز بلغراد» حيث لسطوة القدر جماليات تدفع إلى البكاء. يصل في روايته الجديدة الشاسعة الصفحات «طيور الهوليداي إن» إلى عمله الأكثر تركيباً داخلاً هذه المرة إلى بيروت الحرب الأهلية حيث الحرب تختبر البشر وتخرج بنتيجة مرعبة.
فيصل دراج - الحياة
اطلب الكتاب
الفراشة الزرقاء
تأليف
ربيع جابر
يبدأ ربيع جابر روايته الثامنة المختصة "الفراشة الزرقاء" بعبارة تكشف افتتان الراوي بالقص. "هناك في البداية حكايات جدتي عن اخيها الصغير..." تذكّرنا بـ"في البدء كانت الكلمة" التي يبدأ الإنجيل بها.
نور يروي قصة جدته في "الفراشة الزرقاء" ولا ينقصه سوى إصدار بطاقات هوية لأبطاله لكي يثبت انهم عاشوا حقاً. لا يرضى جابر لشخصياته بالوجود القصصي العابر بل يجعل لهم تاريخاً معيناً يرتبطون به ويستمدون منه صدقيتهم. يطلب الكاتب من قارئه الاستغراق في حياة ابطاله، ولو عاش في زمن سابق لكان ذلك الحكواتي الذي جعل احد سامعيه يتماهى مع عنترة الى درجة عجز معها عن النوم وعاد الى منزل الحكواتي يطلب منه اخراج البطل من الأسر فوراً.
للشخصيات اهل لهم اسماء كاملة وتاريخ، وجرجي زيدان صديق سهيل بابازوغلي، والشوارع والكنائس والساحات والفنادق والمحلات معروفة. كأن الكاتب يتحدث عن افراد لهم حياة قد تكون تقاطعت مع حياة جدنا وجدتنا أو أهلنا، وكأنه لم يبتكر بل سجّل ونقل. لكننا قد نكون اكثر تعاطفاً مع الشخصيات الأدبية أو الفنية مما نحن مع الناس الذين نعرفهم حقاً، وعلى رغم حرص جابر على "حقيقة" شخصياته يبقيها على مسافة منا ولا يبتزنا عاطفياً.
يؤطر لتاريخ الأشخاص والشركات، ويحدد حركتها في اماكن معروفة كما في الروايات الغربية خلافاً لكثير من الكتاب العرب الذين يتجاهلون تحديد المكان وأحياناً الزمان كأنهما تفاصيل لا اهمية لها. كل هذا التحديد ليجعل الرواية حية لكن حبيبة الراوي تبقى "س" كأنما حماية لسمعتها. نشرت الرواية أولاً باسم نور خاطر، ولئن كان نور الراوي جعل القصة حكاية اسرته وستر اسم الحبيبة حشمة.
مودي بيطار - الحياة
الاعترافات
تأليف
ربيع جابر
أبي كان يخطف الناس ويقتلهم. أخي يقول إنّه رأى أبي يتحوّل في الحرب من شخص يعرفه إلى شخص لا يعرفه. هذا أخي الكبير. أخي الصغير لم أعرفه، أعرف صورته، أعرف وجهه يشبهني في الصور- كان يشبهني- أكثر ممّا يشبه أخي الكبير. أسمّيه اخي الصغير، وكنّا كلّنا في البيت نسمّيه - في رؤوسنا نسمّيه، حتى من دون أن نذكره ونحن نحكي، كانت صوره تملأ البيت - ماذا كنت أقول؟ أسميّه أخي الصغير ولم يكن أخي الصغير، ولكنّه الصغير لأنّه ظلّ صغيراً، لأنّه لم يكبر، لأنهم قتلوه وهو صغير.



