أربع صديقات في بيروت يصارعن حياتهن المعقدة.
كل على طريقتها تغالب الغرق والخضوع.. من أجل خلاصها.
لكن في بحر متعاظم ومجتمعات بلا رحمة، هل النجاة ممكنة؟

الساكتات

    تفكّر ميرا بعبثية هذه الأشياء. ولا تعلم لماذا تغضب من نفسها وتلومها على كل تفاهات العالم حولها.
    نسيت نفسها، منذ فترة عليها أن تقصد الحلاق لتقصّ شعرها ولتقليم أظافرها لكنها لا تجد القوة لتحمل هكذا أمر. لا قوة لديها لتكون في أمكنة كهذه. كأن مرض أمها انتقل إليها.
    في عملها مشتتة على الدوام. تنسى المعاملات المستعجلة التي عليها إنهاؤها أو تقديمها في الدوائر الرسمية. لولا دقتها التي ميّزتها في السنوات الماضية لكان مديرها فقد صبره. لكنه بدلًا من ذلك يظل يسألها إن كانت مريضة أم بها شيء ما. لا تعرف أن تجيب. تكتفي بالاعتذار متحججة بالتعب أو بالصداع. هي تعلم أنه لولا شكوى مسؤولتها المباشرة عنها لم انتبه. كيف يفعل وهو لا يأتي إلا ظهرًا.
    كانت تقود بحذر، مطر خفيف وهواء لطيف يدخل من الشباك. تحب المطرة الأولى، ورغم أن لا شيء فيها الآن من ذكريات الماضي، لا الرائحة ولا النداوة. لا البحر ولا السماء نفسيهما.



اطلب الكتاب

اقرأ الكتاب إلكترونيًا

احصل على الكتاب من خلال مكتبة قريبة منك

تنمية - وسط البلد

باب اللوق، عابدين، محافظة القاهرة

02 23926249

تنمية - المعادي

49 المركز الرئيسي - مدينة المعراج بالمعادي

+201063775334

عن المؤلف رينيه الحايك


ولدت في جنوب لبنان ودرست الفلسفة في الجامعة اللبنانية قبل بداية عملها في الصحافة والترجمة الأدبية. أصدرت ثماني روايات منها: “البئ...

كتب من رينيه الحايك

اشترك في النشرة البريدية