الساكتات
تأليف
رينيه الحايك
تفكّر ميرا بعبثية هذه الأشياء. ولا تعلم لماذا تغضب من نفسها وتلومها على كل تفاهات العالم حولها.
نسيت نفسها، منذ فترة عليها أن تقصد الحلاق لتقصّ شعرها ولتقليم أظافرها لكنها لا تجد القوة لتحمل هكذا أمر. لا قوة لديها لتكون في أمكنة كهذه. كأن مرض أمها انتقل إليها.
في عملها مشتتة على الدوام. تنسى المعاملات المستعجلة التي عليها إنهاؤها أو تقديمها في الدوائر الرسمية. لولا دقتها التي ميّزتها في السنوات الماضية لكان مديرها فقد صبره. لكنه بدلًا من ذلك يظل يسألها إن كانت مريضة أم بها شيء ما. لا تعرف أن تجيب. تكتفي بالاعتذار متحججة بالتعب أو بالصداع. هي تعلم أنه لولا شكوى مسؤولتها المباشرة عنها لم انتبه. كيف يفعل وهو لا يأتي إلا ظهرًا.
كانت تقود بحذر، مطر خفيف وهواء لطيف يدخل من الشباك. تحب المطرة الأولى، ورغم أن لا شيء فيها الآن من ذكريات الماضي، لا الرائحة ولا النداوة. لا البحر ولا السماء نفسيهما.
اطلب الكتاب
سنة الراديو
تأليف
رينيه الحايك
ما أحبّه في هذا المقهى أنّه لقاء فنجان واحد من القهوة أستطيع أن أمكث ساعات.
أخرج من البيت ما إن أنهض من نومي. ما عاد أبي يسألني إلى أين أنا ذاهبة أو متى أعود. يعلم أنني سأدمدم: «لا أعرف».
حاول هو وأمي بعد الحادث أن يزيدا من الضغط عليّ بالقول: «ألم يكفك ما حصل لنا بسبب استهتارك؟».
لا أفهم أيّ منطق يجعلهما دائماً ضحية.
في صغري كنت أحبّ كل القصص التي يكون فيها البطل إمّا يتيماً أو يهرب من منزل أهله.