العالق في يوم أحد
تأليف
عبد الله ناصر
"لا يزال عالقًا في الأحد، بينما انتقل العالم كله إلى يوم الاثنين. يخشى أكثر أن تختلط عليه الآحاد فلا يعود قادرًا على تمييز الأحد الذي يعقبه الاثنين، فتدوم الآحاد الملعونة أسبوعًا آخر.
كلما اقتربت الساعة من الثانية عشرة ليلًا، فكر في القفز من نافذة الأحد، وليحدث ما يحدث، غير أنه في الحقيقة يخاف أن يرتطم بالجمعة. إذا كانت الجمعة الوحيدة في الأسبوع لا تطاق، فما بالك بسبع جُمعٍ غليظة؟"
اطلب الكتاب
فن التخلي
تأليف
عبد الله ناصر
في شقته الصغيرة بالطابق التاسع عشر، اعتاد أن يعيش وحيداً منذ زمن، وسيبقى كذلك حتى آخر يومٍ في حياته، لأنه كان يخلط بين الحب والألفة. كان يخلط أيضاً بين أصيص الزهور ومنفضة السجائر عندما يدخن للدرجة التي كاد يفقد معها القليل المتبقي من عقله إذ صار للرماد منظر الزنابق. وعندما بات يخلط بين الجدار والمرآة آمن بقدرته الخارقة على أن يكون لا مرئياً في بعض الأوقات. في يومه الأخير سيخلط بين السماء والبحر، وستعتريه رغبة عارمة بالذهاب هناك ولكنه للأسف سيخرج من النافذة التي صار يخلط بينها وبين الباب وسيتمزق جسده أمام دهشة المارة الذين سيخلطون بدورهم بين رغبته في السباحة والانتحار